البواسير هي أوردة منتفخة في منطقة المستقيم والشرج، وهي شائعة جدًا، حيث تصيب ما يقرب من نصف البالغين في مرحلة ما من حياتهم. على الرغم من أنها ليست حالة خطيرة، إلا أن أعراض البواسير يمكن أن تكون مزعجة ومؤلمة
علاج البواسير يعتمد على نوع البواسير وشدتها، حيث تتراوح العلاجات من التدابير المنزلية البسيطة إلى الجراحة في الحالات الأكثر تعقيدًا. من المهم استشارة الطبيب لتحديد الطريقة المثلى للتخلص من البواسير والتخفيف من الأعراض المزعجة
أنواع البواسير
البواسير الداخلية
تقع داخل المستقيم، أي أنها لا تكون مرئية من الخارج. هذه البواسير عادةً لا تسبب ألمًا لأنها تنشأ في منطقة لا تحتوي على نهايات عصبية حساسة
البواسير الخارجية
تتكون تحت الجلد المحيط بفتحة الشرج. يمكن أن تكون مؤلمة خاصة إذا تكوّنت جلطة دموية داخل البواسير
اضغط هنا لمعرفة المزيد عن هذا النوع من البواسير
البواسير المختلطة
هي حالة تجمع بين البواسير الداخلية والخارجية. تتكون فيها الأوعية الدموية المتضخمة في كل من المستقيم وفتحة الشرج. هذه الحالة قد تؤدي إلى مزيج من الأعراض الخاصة بالبواسير الداخلية والخارجية، مثل النزيف، التورم، والألم
البواسير المخثورة
تحدث عندما تتشكل جلطة دموية داخل البواسير، سواء كانت داخلية أو خارجية. هذه الجلطة تؤدي إلى تورم مؤلم وحاد في المنطقة المصابة. قد تسبب نزيفًا وألمًا شديدًا، ويعتبر هذا النوع من البواسير الأكثر حاجة للتدخل الطبي السريع، وغالبًا ما يتطلب جراحة لإزالة الجلطة
أسباب البواسير
هناك عدة عوامل يمكن أن تساهم في تطور البواسير، بما في ذلك:
- الضغط على منطقة الحوض: يحدث هذا الضغط بسبب الإمساك المزمن، أو الحمل، أو الجلوس لفترات طويلة على المرحاض، أو رفع الأشياء الثقيلة
.
- الضعف في الأنسجة الداعمة: مع تقدم العمر، تضعف الأنسجة التي تحيط بالأوردة الموجودة في المستقيم والشرج. وهذا يجعلها أكثر عرضة للتمدد والانتفاخ
.
- العوامل الوراثية: يزداد خطر الإصابة بالبواسير إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني منها
.
- السعال والعطس المزمن: يمكن أن يؤدي هذان إلى زيادة الضغط في منطقة البطن والحوض، مما يساهم في تطور البواسير
أعراض البواسير
تختلف أعراض البواسير اعتمادًا على نوع وشدة الحالة. قد لا يعاني بعض الأشخاص من أي أعراض على الإطلاق، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض مزعجة ومؤلمة
الأعراض الشائعة للبواسير الداخلية تشمل
- نزيف أثناء التغوط أو على ورق التواليت: عادة ما يكون هذا الدم أحمر فاتح
- إفراز مخاطي بعد التغوط
- الشعور بشيء ناتئ داخل فتحة الشرج
الأعراض الشائعة للبواسير الخارجية تشمل
الحكة أو التهيج حول فتحة الشرج
ألم أو انزعاج، خاصة أثناء التغوط
تورم حول فتحة الشرج
نزيف أثناء التغوط أو على ورق التواليت
كتلة صلبة ومؤلمة بالقرب من فتحة الشرج (في حالة البواسير الخثارة)
درجات البواسير
الدرجة الأولى من البواسير
تُعد هذه الدرجة هي الأقل شدة. في هذه الحالة، تكون البواسير موجودة داخل المستقيم ولا تبرز خارجه. عادةً، لا يشعر المريض بألم أو عدم ارتياح، لكن قد يحدث نزيف خفيف أثناء التبرز. البواسير في هذه الدرجة غير مرئية من الخارج ولا تحتاج إلى إعادة إلى مكانها
الدرجة الثانية من البواسير
في هذه الدرجة، تبدأ البواسير في البروز خارج المستقيم عند التبرز أو الإجهاد، لكنها تعود تلقائيًا إلى داخل المستقيم بعد انتهاء التبرز. قد يشعر المريض بعدم راحة أو حكة، وقد يكون هناك نزيف طفيف
الدرجة الثالثة من البواسير
في هذه الحالة، تبرز البواسير خارج المستقيم أثناء التبرز أو عند الإجهاد، لكنها لا تعود تلقائيًا إلى مكانها. يتعين على المريض إعادة البواسير يدويًا إلى داخل المستقيم. الأعراض هنا قد تشمل الألم والحكة والنزيف المتكرر
الدرجة الرابعة من البواسير
تعتبر هذه الدرجة الأكثر شدة. تبرز البواسير بشكل دائم خارج المستقيم ولا يمكن إعادتها حتى يدويًا. تكون البواسير في هذه الحالة كبيرة ومؤلمة للغاية، وغالبًا ما تكون متورمة وتسبب نزيفًا مستمرًا. هذا النوع من البواسير يتطلب تدخلًا طبيًا
عاجلاً، وغالبًا ما يحتاج إلى علاج جراحي
كيفية تشخيص البواسير
في معظم الحالات، يمكن تشخيص البواسير من خلال فحص جسدي للمنطقة الشرجية والمستقيم. قد يستخدم الطبيب أيضًا فحصًا يسمى تنظير المستقيم،
والذي يتضمن إدخال أنبوب صغير مضاء في المستقيم. في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى اختبارات أخرى، مثل تنظير القولون، لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للنزيف.
.
ما هو علاج البواسير
هناك مجموعة واسعة من خيارات العلاج للبواسير، وتعتمد الطريقة الأفضل على نوع وشدة الحالة.
- حمامات مقعدية دافئة: يمكن أن تساعد حمامات المقعدية الدافئة في تخفيف الألم والالتهاب. يمكن القيام بها عدة مرات في اليوم لمدة 10 إلى 15 دقيقة كل مرة
.
- الضغط البارد: يمكن أن يساعد وضع كمادات باردة على المنطقة المصابة في تقليل التورم والالتهاب
.
- المراهم والأدوية: تتوفر العديد من المراهم والتحاميل التي لا تحتاج إلى وصفة طبية والتي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم والحكة
.
- زيادة تناول الألياف: يساعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، على تليين البراز وتسهيل خروجه، مما يقلل من الإمساك ويخفف الضغط على منطقة الشرج
.
- شرب الكثير من السوائل: شرب كمية كافية من السوائل يساعد أيضًا على تليين البراز ويمنع الإمساك
.
- تنظيم حركة الأمعاء: من المهم تجنب تأخير التغوط عند الشعور بالحاجة
.
- ارتداء ملابس داخلية فضفاضة من القطن: الملابس الداخلية الضيقة يمكن أن تهيج منطقة الشرج وتزيد من الأعراض
.
العلاجات الطبية
إذا لم تكن العلاجات المنزلية فعالة، فقد يوصي الطبيب بالعلاجات التالية
:
- ربط الشرايين الموجه بالتحكم: يتم استخدام جهاز صغير لإدخال حلقة مطاطية حول قاعدة البواسير الداخلية لقطع تدفق الدم إليها. هذا يسبب تقلص البواسير وسقوطها في النهاية
.
- التخثر: يتم حقن مادة كيميائية في البواسير الداخلية لتقليصها
.
- العلاج بالليزر: يستخدم الليزر لعلاج البواسير الداخلية الصغيرة
.
- استئصال البواسير: في الحالات الشديدة، قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة البواسير
اقرأ ايضا : فؤائد علاج البواسير بالليزر
.
مضاعفات البواسير
في حالات نادرة، يمكن أن تحدث مضاعفات بسبب البواسير، بما في ذلك
- فقر الدم: إذا كان النزيف من البواسير متكررًا أو شديدًا، فقد يؤدي ذلك إلى فقر الدم، وهي حالة لا يملك فيها الجسم ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة لنقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم
.
- خثار البواسير: كما ذكرنا سابقًا، يمكن أن تتكون جلطة دموية داخل البواسير الخارجية، مما يسبب البواسير الخثارة. على الرغم من عدم الخطورة عادة، إلا أنها يمكن أن تكون مؤلمة للغاية
.
الوقاية من البواسير
هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لتقليل خطر الإصابة بالبواسير، بما في ذلك:
تناول نظام غذائي غني بالألياف: كما ذكرنا سابقًا، يساعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف على منع الإمساك وتخفيف الضغط على منطقة الشرج.
شرب الكثير من السوائل: يساعد ذلك على تليين البراز ويمنع الإمساك
.
ممارسة الرياضة بانتظام: يمكن أن يساعد النشاط البدني في تنظيم حركة الأمعاء وتقليل الإمساك
تجنب الجلوس لفترات طويلة: إذا كان عملك يتطلب منك الجلوس لفترات طويلة، فحاول النهوض والتحرك كل 30 دقيقة على الأقل
فقدان الوزن الزائد: يمكن أن يزيد الوزن الزائد من الضغط على منطقة الحوض، مما يزيد من خطر الإصابة بالبواسير
معالجة الإمساك فورًا: لا تتجاهل الرغبة في التغوط، وتأخيرها يمكن أن يؤدي إلى إجهاد أثناء التبرز ويزيد من خطر الإصابة بالبواسير
استخدام الملينات باعتدال: يمكن أن تساعد الملينات في حالات الإمساك المؤقتة، ولكن استخدامها بشكل مفرط يمكن أن يجعل الأمعاء تعتمد عليها، مما يؤدي إلى تفاقم الإمساك على المدى الطويل
.
متى يجب استشارة الطبيب
يجب عليك استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من أي من الأعراض التالية:
- نزيف شرجي مستمر
- ألم شديد في منطقة الشرج
- تورم كبير حول فتحة الشرج
- صعوبة في التغوط
من المهم أيضًا استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من البواسير ولم تتحسن الأعراض بالعلاجات المنزلية أو الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية
في النهاية البواسير هي حالة شائعة يمكن علاج البواسير بسهولة في معظم الحالات. باتباع النصائح المذكورة أعلاه، يمكنك تقليل خطر الإصابة بالبواسير والمساعدة في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي بشكل عام. تذكر، التشخيص والعلاج المبكران مهمان لتجنب المضاعفات المحتملة
